الأيام

كتاب الأيام 

للكاتب : طه حسين 

عن الكتاب :

ذلك عصري أمليته في بعض أوقات الفراغ لم أكن أريد أن يأتي ذلك في كتاب يقرؤه الناس، ولم أكن أريد أن أعيد قراءته بعد إملائه وإنما أمليته لأتخلص بإملائه من بعض الهموم الثِّأفاد والخواطر المحزنة التي غالبا تعتري الناس بين حين وحين. 

وللناس مذاهبهم المغيرة في التخفيف من الهموم والتخلص من الأحزان ، فمنهم مَن يتسلَّى عنها بالرياضة، ومنهم من يتسلى عنها بالاستماع إلى الموسيقى والغناء ، ومنهم من يذهب غير تلك المذاهب كلها لينسى ذاته ويفر من حياته الحاضرة وما تثقله من الأعباء. ولست أدري لماذا آبت ذات يوم إلى ذكريات الصبا ، أتحدث بها إلى نفسي لأنسى بذلك الجديد أثقال الشبان.

 ثم لم أكتف بالتحدُّثِ إلى نفسي فيما بيني وبينها، وإنما أفادت إليها مؤخرا مسموعا ، فأمليت ذلك الجديد على صاحبي في سفرية من رحلات الصيف ، ثم ألقيته جانبا ونسيته أو كدت أنساه ، ثم طلبت إليّ (مجلة الهلال) في عهدها السالف طائفة من الأحاديث وألحّتْ في المطلب حتى لم أجد بدا من إجابتها ولم أك أملك الوقت الذي يتيح لي أن أكتب الأحاديث التي أرادتني عليها فعرضت ذلك الخطاب على بعض الأصدقاء ليقرأه ويشير عليَّ فيه ، أيصلح للنشر أم لا يصلح ؟ فقرأه الصديق ونوه علي بألاّ ألقي إليه بالا. فاعتذرت إلى الهلال ولكنها أبتْ سوى الإلحاح ، فدفعت إليها ذلك الخطاب على كرهٍ مني، وربما نشرته، فرضي عنه بعض الناس ثم جمعه بعض الأصدقاء في سِهربٍ واحد .

لتحميل وقراءة الكتاب كاملاً من هنـــــا